تضامن عربي مع فيروز كي يعلو صوتها بالغناء من جديد
هل يمكن منع فيروز من الغناء؟ هذا ما نجح فيه ورثة الراحل عاصي الرحباني، بعد أن استصدروا حكما يقضي بمنع صوت لبنان من عرض مسرحية "يعيش يعيش" بسبب خلافات مالية مع ورثة الرحباني. وكانت المصرية إلهام شاهين هي الفنانة الأولى التي أعلنت عن مشاركتها في الاعتصام السلمي الصامت المقرر إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع القادم، للتعبير عن الغضب الشعبي من منع المطربة الكبيرة فيروز من الغناء بحكم قضائي. وصرحت شاهين لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في القاهرة أنها ستصل بيروت في يوم الاعتصام للمشاركة في الوقفة كفنانة عربية، مشيرة إلى أن فيروز ليست مطربة لبنانية عادية وإنما شخصية فنية غير عادية أمتعت ملايين العرب على مدار عدة عقود، ولا يمكن أبدا السكوت على التعامل معها بتلك الطريقة المهينة لشخصها ولفنها وللفنانين بشكل عام.
خلاف بين الورثة يكمم صوت فيروز
ودعت جمعيات لبنانية عديدة إلى اعتصام سلمي في بيروت يوم 26 تموز الجاري تضامنا مع فيروز بعد منعها من إعادة عرض مسرحية "يعيش يعيش" على مسرح كازينو لبنان بسبب دعاوى قضائية حول ميراث عائلة الرحباني. وقال منظمو الاعتصام إنه سيكون سلميا صامتا لن يعلو فيه إلا صوت أغنيات فيروز عبر مكبرات الصوت على أن يحمل المتظاهرون لافتات تنديد تعبر عن موقفهم من منع فيروز من الغناء. وسيتم تنظيم الاعتصام السلمي أمام مبني المتحف بوسط بيروت بعد أن حصل منظمو الاعتصام على تصاريح من وزارة الداخلية اللبنانية، وسيقوم المعتصمون بارتداء قمصان صفراء، وهو اللون الذي تفضله السيدة فيروز.
وتعود تفاصيل الأزمة إلي قيام كل من غدي وأسامة ومروان - ورثة منصور الرحباني - بتقديم دعوى ضد فيروز وإدارة كازينو لبنان بسبب رفضهم إعادة تقديم مسرحية "يعيش يعيش" التي تقوم ببطولتها فيروز على المسرح، كما طالبوا بضرورة منعها من تقديم 25 عملا للراحل منصور الرحباني إلا بعد الرجوع إليهم، من بينها مسرحيات "لولو"، و"موسم العز"، و"صح النوم". وطالب الورثة السيدة فيروز باستئذانهم أولا قبل إقدامها على أداء تلك الأعمال، وبإعطائهم حقوقهم المادية عند تقديم تلك الأعمال في أي مكان تذهب إليه. وقد أرسل الورثة إنذارات قضائية بالفعل لإدارة الكازينو بهذا الأمر، كما أرسلوا إنذارات قضائية مشابهة إلى السيدة فيروز. وقالت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية لـ(د ب أ) إنها منزعجة بشدة من موقف الحكومة اللبنانية تجاه السيدة فيروز التي تعد أحد أعلام الفن العربي وسفيرة لبنان الأولى في العالم، واتهمت السلطات بالانحياز إلى المغنية هيفاء على حساب فيروز.
"فيروز في القلب"
ومن ناحيتها قالت الإعلامية والناقدة اللبنانية هنادي عيسى إن منع السيدة فيروز من الغناء يصيبها بالذهول وإنها لا تدري ما تقول تجاهه، مضيفة بعامية لبنانية غاضبة: "عن جد هزلت. وين صرنا؟ وبأي زمن فني منحط؟" أما الإذاعة السورية (شام إف أم ) فقد أطلقت حملة تضامنية مع فيروز سمتها "فيروز في القلب"، قامت خلالها بتكثيف بث أغانيها واستقبال إعلاميين وفنانين للمطالبة بوقف الدعاوى ضدها. والسؤال الذي يحير كل عشاق فن فيروز: ألا توجد طريقة أخرى للحفاظ على حقوق ورثة منصور الرحباني غير منع "جارة القمر" من الغناء؟