الاتصالات السورية تحذر السوريين من الرد على أية أرقام خارجية غريبة على الجوال أو الثابت
حذر مدير الخليوي في المؤسسة العامة للاتصالات " منير عبيد " المشتركين بالخطوط الأرضية والخليوية على وجه الخصوص بعدم فتح أي خط يردهم من رقم خارجي غريب .
ويأتي تحذير " عبيد " بعد أن وقع الكثير من السوريين ضحية شبكات التعارف والصداقة التي تبادر الاتصال بمشتركي الخليوي عبر العالم لهدف جني الأرباح من عوائد الاتصالات ، وأغلب هذه الأرقام ترد من بعض الدول الأوروبية والإفريقية ، وهي باتت تستهدف جيوب السوريين من خلال إيقاعهم في شباك المشاركة بإحدى المسابقات " الخلبية " أو الانضمام إلى شبكات الثرثرة والتعارف ، حسب صحيفة تشرين .
وبين " عبيد " أن الضحية يظن بأن الطرف الآخر هو المتصل وأنه لن يتكبد أي قيمة من تلك المكالمة ، ولكن يقوم المتصلون وفقاً لأحد خبراء الاتصال بعد فتح الخط باختراق الرقم المعلوماتي الدقيق للشفرة الرقمية الموجود في ذاكرة الشريحة ، ومن ثم تقوم بتحويله لجهة اتصال أخرى تجعل من متلقي الاتصال هو المتصل ويبدأ من بعدها هدر رصيد وحداته أو زيادة في رصيد الخطوط اللاحقة الدفع لصالح شركات الاتصالات .
ومن جهته أوضح المدير العام لمؤسسة الاتصالات المهندس " ناظم بحصاص " في تصريحات إعلامية أن المؤسسة لا تستطيع فلترة جميع الاتصالات الصوتية والدعائية والإعلانية عن المواطنين كونها تأتي إلى المشتركين مثلها مثل المكالمة الهاتفية العادية ، حيث لا يمكن تحديدها مسبقاً إلا في حال الاطلاع على محتوى المكالمات بشكل كامل حتى تتمكن المؤسسة من فلترة هذه المكالمات ، إلا أن الارتفاع الكبير لعدد المشتركين يعتبر الاطلاع على جميع مكالمات المشتركين مستحيلاً .
وتسعى فئة الاحتيال والنصب لأكثر من ذلك وتخطط لأرباح خيالية تقوم بسرقتها من المواطنين مستغلة عدم معرفتهم بخفايا الشبكات ، ومن ذلك مكالمات خارجية تستهدف جيوب السوريين عبر الاتصال بأرقام دولية إلى هواتف مواطنين سوريين ، ومن المنطقي أن يتم الرد على هذه المكالمات لكن المتصل غالباً ما يكون مجيباً آلياً بلغات أجنبية ، ولأن الاتصال وارد وليس صادراً يستمهل البعض في إغلاق الهاتف سعياً وراء معرفة هوية المتصل ، ولا يخطر على بال أحد أن تكلفة الاتصال الوارد ستكون بطريقة ما على حساب المتصل معه وليس العكس ، وهكذا تتم سرقة المواطن دون أن تكون لديه وسائل للدفاع عن نفسه ضد شركات الاحتيال والنصب .
وقالت الصحيفة "تعددت وتشعبت مشكلات المواطن من الهواتف الثابتة والنقالة ما يستدعي الاقتراح بتأسيس جمعية لحماية المواطنين من النهب والسرقة والاحتيال من شركات النصب عن طريق الاتصالات الخارجية وتحميه من فواتير الاتصال الدولية الخيالية والتي هي أغلى من نظيراتها في أمريكا وأوروبا ، وتحميه من سوء الخدمات ومن حمى الجشع " .
وبينت أن عدداً كبيراً من المواطنين يتعرضون للاحتيال عبر الهاتف من أشخاص مجهولين ، إذ يتلقون مكالمات هاتفية ورسائل نصية توهمهم بالفوز بجوائز مالية كبيرة لكن تسلمهم هذه الجوائز مشروط بتحويل مبالغ محددة إلى حساب بنكي، ما يؤدي إلى تعرضهم للنصب وضياع هذه الأموال عليهم، إذ يكتشفون أن محتالين يستولون على هذه المبالغ .
وأشار المواطنون إلى غياب الحملات التي تحذرهم وتقدم لهم التوعية والإرشاد ، ومن جهة أخرى إلى غياب الجهات الرقابية التي يفترض أن تلزم أي برنامج إعلاني بتحديد قيمة الاتصال للمشاركة بالاتصال أو التصويت لأن الهدف الأساسي هو حماية المواطن لا تركه فريسة للغبن والجشع ، ولا بد من زيادة وعي المتلقي ، لاسيما مع تزايد من يقع ضحية لهؤلاء المحتالين ، مع مطالبة الأجهزة المختصة بتعقب هؤلاء الأشخاص والقبض عليهم .
وفي المقابل ، أكدت مصادر معنية أن بلاغات النصب الهاتفي قليلة نسبياً ولا تتناسب مع حجم الظاهرة الحقيقي داعياً الضحايا إلى إبلاغ الأجهزة المختصة فوراً .
وتفصيلاً ، تلقى مواطنون اتصالات ورسائل الكترونية ورسائل هاتفية تبلغهم بفوزهم بجوائز مالية خيالية لكن تسلمهم هذه المبالغ مشروط بتحويل مبالغ محددة إلى حساب بنكي .
وحذر مصدر من إحدى الجهات المختصة أفراد المجتمع من تصديق هذه الأكاذيب والوقوع ضحية لما يعرف بعمليات النصب الهاتفي ، داعياً إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التجاوب نهائياً مع هذه المكالمات أو الرسائل التي توهمهم بالحصول على جوائز «وهمية»، مقابل إرسال مبالغ مالية من رصيدهم إلى المحتالين .
ولفت إلى أهمية تعاون جميع الجهات المعنية لنشر حملة توعية بهدف تحذير أفراد ومؤسسات المجتمع من مغبة الوقوع ضحايا لعمليات وجرائم النصب والاحتيال الإلكتروني والرسائل النصية الهاتفية والمكالمات الخادعة بتقنية الهندسة الاجتماعية، مؤكداً أنها ستسهم بصورة كبيرة في تراجع هذه الظاهرة ، خلال الأشهر القادمة .
وختمت الصحيفة " إن عمليات النصب الهاتفي تعد من الجرائم المعقدة لصعوبة اكتمال أركانها وكبر الجهد المبذول في الوصول إلى الجناة الحقيقيين في هذه الجرائم ، إذ يستخدم مرتكبوها عادة هواتف مسروقة أو تخص آخرين لارتكاب جرائمهم ، كما تبين من واقع الضبوط أن معظم ضحايا عمليات النصب الهاتفي هم من فئة الشباب وما يروجه المحتالون من جوائز وهمية تستهدف سرقة أرصدتهم الهاتفية ، ولاشك في أن النجـاح فـي القـضاء على ظاهـرة النصـب الهاتـفي يتـوقف بصـورة رئيـسة عـلى مـدى تعـاون أفراد الجمـهور مع جـهود الشـرطة في هـذا الاتجاه، وذلـك بعدم انسياقهم وراء المكالمات الخادعة أو تصديق كل ما يدعيه المحتالون من الفوز بجوائز مالية وهمية " .