مآساي التسجيل في التعليم الموازي اخبار الطلاب
شارك
لم أكن على دراية بأن من يود العلم والتعليم سيدفع الثمن
كان ذلك في مركز تسجيل التعليم الموازي في جامعة دمشق فرع الاقتصاد حيث كان من المفروض أن يتم تقديم الطلبات في كلية المعلوماتية في منطقة البرامكة. ذهبنا هناك للتسجيل ولكن ما جعلنا نشعر بالاستياء هو الكم الهائل من المتقدمين فكان المكان عبارة عن حشد هائل من الناس دون أية مراعاة للنظام أو التنظيم فالجميع يتناحرون من أجل الوصول إلى شباك التسجيل، وفجأة ومن دون سابق إنذار خرج ذلك الشخص الذي كان يظن نفسه أنه ربما في مدرسة أو أنه معلم صف في مدرسة للصبيان، زاخاً وابلاً من الشتائم والبهادل على الطلاب والناس وكل من كان في المكان، لم أكن أدري أبداً أن من يود ارتياد أجنحة العلم عليه أن يُشتم ويهزأ به، غير ذلك الكلمات البزيقة التي كان يرشق بها موظف الشباك لكل من تقدم للتسجيل ومن يفتح فمه بكلمة لكي يرد ولو حتى بكلمة سوف يلقى حتفه وسوف يتعرض للاهانات وربما إذا غضب كثراً ذلك الشاب سوف يتعرض المتقدم للضرب المبرح، أعتقد أن هذا الموظف هو من طلاب الدراسات العليا هذا ما يجعل الأمر أكثر تعجباً واستغراباً فهل يحب هذا الموظف أن يعامل بالطريقة ذاتها في يوم من الأيام عندما يتقدم للتسجيل، هل يحب أن تتعرض أخته أو أخيه للشتائم لا ذنب وإنما لأنهم يريدون ويطلبون العلم، علماً أنه من المفروض أن يعامل الطالب أفضل المعاملة ليندفع على العام الدراسي الجامعي بكل حماسة وأمل، كثير من الناس الذين كانوا في المكان عادوا أدراجهم خائبين ولم يسجلوا من كثرة التعرض للشتائم فقد أصابهم اليأس من الدراسة والتدريس مراهناً بين العلم والكرامة ليختار كرامته وليشعر بأنه إنسان لديه الكثير من المبادئ التي لا يمكن التنازل عنها حتى لو كان الثمن هو عدم التسجيل في الجامعة،وللأسف كنت واحداً من الكثيرين الذين انسحبوا تملأهم مشاعر اليأس والاكتئاب لما آلت عليه نظم التعليم والعلم.
طالب في مقتبل العمر